بنت الحتة





بعدما أفعل أفعال تنم عن تخلف ذهني , أهرب من نفسي بسرعة
كيف يسمح لي عقلي أن أفعل ذلك!؟
قد يكون أفضل حل أن أتجاهلها .. وليس أن ألوم نفسي دائماً ..
فمن الممكن أني لو تركت نفسي -على راحتها- سأتوقف فجأة عن الغباء بعدما أتشبع.!
ربما..

أيضاً كثرة اللوم هذه تصيبني بقدر من تذبذب ثقتي في صحة افعالي وقدرتي على تولي الأمور ,فقد يكون هذا سبيل انتقال نحو الاتزان عبر ممر من التجارب والخبرات المستخلصة لا إرادياً
ولتقريب الصورة عما أتحدث ,فقد أحببت في يوم ٍأن ألاعب أحد الأطفال في العائلة ..بالمرجحة 
وللتجديد مسكت برجليه في يدي بدلا عن يديه في يدي 
وأخذت بمرجحته في الغرفة المزدحمة بالأثاث لأجلب له المتعة وهو محلق برأسه دائراً دائر
وأخذت أدور بقوة..أقوى وأخذ هو في الضحك عالياً..أعلى,وفجأة توقف الصوت

وبعد لفَتين فقط لا أكثر ,رأيت شرار ,
أووه
 لقد حصل تصادم عنيف بين رأسه -بالتحديد قورته- وحرف شباك السرير المدبب
استسقيت لجفاف فمي وانحنيتُ على الأرض والتقطتُ قلبي الذي كان قد سقط ..
ثم هدأت الطفل الصارخ من الخلف ودوّرتُه نحوي ببطء , ونظرت إليه ..
فلم أعرفه !
مش دا اللي كنت بلاعبه ..دا بيخُم
اذا كان بامكانكم تخيل مقدمة رأس لصقت بها خياره طويلة زرقاء بارزه للأمام..فهو ذاك الطفل عقب الاصطدام
 يتجدد هذا الموقف في ذاكرتي كلما ذكرني أحد بستر الله دوماً علينا ومعافاته ,وكلما تذكرته أعرف أن عقلي به شيئاً وأحمد ربنا أن الطفل مازال حياً
وعليه فإني الآن أخاف أن ألاعب أحداً صغيراً وأحس باقتراب شرٍ لا إرادي باقترابي من أي طفل إذ ترتسم أمام عيني لحظات مقدمة بأني سأوقعه على الأرض وينكسر أو سأكرمشه بقبضتي فألصق زراعيه بجسده وأفرط أصابعه على الأرض
أو سأضربه فجأة بالقلم ثم أنهار وأعتذر له ..وأعود أضربه وأعتذر..لأ لأ..أنا تعبت
فإن لم يكن هذا بالغباء اللاإرادي ,فلربما هي موهبة ٌفي الغباء
فمرة أخرى بعد مرة يخدعُني لساني حين أتكلم ..أقصدُ مَعْنَى وأنطق بآخر ٍتماما
كأن شيئاً يعقد لساني ويتحكم هو فيه ..
فـ وأنا صغير كان الشيء الذي يشعرني بالرغبة في القيء; أن أحداً يأتي إليّ وأنا آكل أي شيء ويقول لي أعط فلانا أخوك "حتة" 
فلانا هذا ليس بأخي أصلاً ,أم حين الطلب فقط يكون "أخي"!؟
وليعلم َ..أنه حتى ولو كان أخي ..فهذا ليس مبررا البتة يجعلني أعطيه شيئاً..بل قد يكون سبباً كافياً ليمنعني من إعطاء هذا الشخص أي شيء  
  فلقد تعلمت بأنه أحياناً تكون الدناءة وقاية

ولأن أكثر شيء يغضبني هو أن يكلمني أحد وأنا جائع أو يقول شيئاً يصُد نفسي وأنا آكل
فقد قال لي عمي مرة وأنا صغير وكنت قد عثرت على قصب بشِق ِّالأنفس ِوبدأتُ الاستمتاعَ بمزمزته فأتى إلي من حيث لا  أحتسب ماسكاً بابنة عمتي الشرِهَه التي كلما رأت فَماً.. ذكّرها بالطعام.. وقال لي: "توفه..إديها حته" فقلت بغضب : لأ ,قاطعة,
فقال لي :عشان خاطري
فأرت أن أقول له شيئاً معناه "خلي خطرك على جنب..وبرده لأ
فقلت له ما يلخّص ذلك :عشان خاطرك ..لأ
فبدّلت تلك الكلمات المعنى المطلوب تماما
وتوقعتُ منه رد فعل تأديبي.. فأردت التراجع ولكن منعني عن ذلك أن تلك الكلمات أقصته عني وتركتني أتهنى بقصبي
 وإتضح أن سوء الألفاظ قد تكون وسيلة دفاع فعالة
وقلت لنفسي حتى لا أشعرها بالذنب :هو إيه الراجل اللي كل ما يشوفني بآكل يقولي إدي حد حته!؟
أعلم أنهم كانوا يحاولون تربية شيئاً بداخلي ..لكن ولحسن حظي أني تلقائيا أرفض هذا الشيء ..أيا ًكان هو .,حتى ولو كان حب الغير وعدم الأنانية 
فأنا كان عندي شيئاً آخر لأوصله لهم ..لا تجعل عينك على ما عند غيرك
أفلا يثير منظري الشفقة فيهم ..ألا يدل بنياني المتآكل عن آثار مجاعة..أنا كان وزني وأنا صغير قد مقاس جزمتي.. الاتنين تمانية وعشرين ,
بعد كده رجلي بقت تكبر ووزني لسه .,مايسيبوني ف حالي ..البت عندها سنتين وقد أنبوبة البوتاجاز..عاوزة حتة إيه تاني.!؟حراام
مش دي اللي يجوزعليها الحتة

البليــد في لصق الكسر العنيد

..                                                                                         

أكثر من مرة أحاول أن أفهم نفسي أن هناك أدوار لايمكن أن ألعبها,
ليس كل  ما يفسد يمكنني إصلاحه ,خصوصاً بدون خسائر 
أكتر من نصـف.. أو أقول إن أقل الأشياء التي أصلحها تنجح ,وبعض الأساليب والرؤى في الإصلاحات أيضاً قد تخطيء 
فمثلن حينما ينقطع بنطلون من عند الركبة كثرة في الاستعمال أو لغير ذلك ,تأتيني رؤية بأن قطع الرجل الأخرى في نفس المكان بنفس الشكل قد يوحي بالطبيعية في المنظر,وكأنها أصلن هكذا فالاثنين متطابقين
أيضاً حين أريد تنظيف شيئاً قد يؤدي ذلك لخسارة الشيء بكامله
فعندما أردت تنظيف علبة البرفان التي -كانت-عندي فهي ذهبية ولكنها لاتستطع ولاتخطف الأنظار إنما تعمل وجميلة ولكن غير براقة ,أخذت بالقطنة وبمجهود يدي (الغبي) أدلك وأنظف., فكـسرتها وما عاد لها وجود لامعة أو منطفئة
كذلك برفان آخر كنت أعشقه فأتيت بالمزيد منه  أخشى قلة العثور عليه ,فكان الأندر أقل وأقيم
تعلمت ذلك بعدما سكبته على الأرض أمام بؤبؤعيني العاري..وما زاد الألم أني كلما مررت على السجاد اشتممت رائحته فلا عرفت ءأنتشي أم اتحسر وأتذكر!؟
ولا أنسى باب غطاء الموبايل حينما لاحظت فيه شرخ بسيط فأتيت بصمغ الأمير لألصقه ولصقته وأتى منه شيئاً على أصبعي وبغير قصد ضغطت بنفس الإصبع على الكسر ليلتحم فظهرت آثار أصبعي على الغطاء ..فحُلت المشكلة الأم وظهرتلي آثار جانبية للإصلاح ..ولكن على غير العادة أن الأثر الجانبي كان أكثر خطورة من المشكلة ذاتها التي أبغى حلها
تتساءلون وماذا فعلت .. طبعاً أتيت بالكاتر وخدشت الجزء الجاف من الصمغ الحامل لبصماتي على الغطاء الملصوق ,فالخدش ذاك أنتج منظر بشع ليس جميلاً على الإطلاق ..هل في ذاكرتي فكرة أخرى من فكراتي للإصلاح  تعالج هذا الوضع المتأزم.!؟
نعم .. ذهبت واشتريت استيكر لاصق ووضعته ليداري سوءة غطائي فلم يلصق ..ترى ماذا فعلت رجعت لأول الدائرة ..اشتريت أمير لألصق به الاستيكر الذي اشتريته ليداري الخدش الذي فعلته ليداري بصماتي على الغطاء الملصوق بالأمير ليعالج الخدش البسيط الذي تمنيت لو اني تركته 
وتكملاً للدائرة المغلقة التي أسير فيها أني بنفس الفكر أتيت باستيكر آخر فوق الاستيكر الذي لصقته فوق بصمات الاصبع على الخدش الملصوق ..ولكن لماذا ,أعود وأقول أنه حينما لم يلصق الاستيكر الأول ليداري الخدوش لصقته بأمير فأتي شيئاً منه على إصبعي فطبع بصماتي على الاستيكر مثلما فعل مع الغطاء الذي تحته 
وتجنبا للخدوش واختصارا لخطوة قمت بلصق الاستيكر الآخر فوقه
ترى وأتحير من أسأل ..هل هذه ضريبة الخبرات ,أم أنه العقل والمشكلة فيه .!؟
أصيب سعد (اللاب) بخدش حطم فؤادي ..فهو أحلى ما أملك,طمأنة ًمني له وتعزية ً أتت لي فكرة ليتها لم تكن ..لو أنا استخدمت لتسوية الخدش على وجه سعد ما استخدمه لتلميع حشوات الأسنان ,اعتقد سيتأتى فارق .!
بنفس الأدوات لا غيرها قمت بالفعلة النكراء .. ولا أصف رد فعلي حين تجلت النتيجة أمام عيني ,تمنيت لو أني رميت دماغي تحت الكرسي حتى لا يأخذ أحدٌ بالَه ..أو أخرجته ووضعته في طبق بالثلاجة لحين العوزة.
أصلحت كومبينشن الحمام بزهو فيّ وشعور بالفخار (أنا أعتمد على نفسي حقاً .. يخربيتي ).. فكسرته من الداخل وانا أربط المسمار من الخارج ..طبعاً دون أن آخذ بالي ..ونتج عن ذلك طابور طويل أمام حمام واحد طيلة شهور..وعنكبوت في الحمام الآخر .
لاحظ أخي بقعة على ظهر سديري البدلة التي نوى الذهاب بها لفرح عمي .. ولكن ليس هناك وقت للمغسلة ..باق ساعة.. أتيت له بالحل اليقين :إن الكلور يمكن أن يزيل البقعة ولكنه سيبيض لونها ,لذا تجنبه وعليك بدلاً عنه بـ(مية نار)ستزيل البقعة في الحال,
جرب أخي ..للأسف.. النصيحة مني وماهي إلا لحظات حتى زالت البقعة ..وزال اللون ..وزال القماش,وذهب الفرح بالقميص والبنطلون وكان من الصعب أن تعرفه من الجارسون.
أخيراً لاحظت في بالطو العيادة قطع بسيط على الصدر .. قلت أحيكه بظرافة ونُسُق ..والحمدلله قُدر لي ما أردت وبالفعل كان شكلها جميل لدرجة أغرتني في نفسي ..وقلت ما أجملها ,هلا قطعت نفس المكان في الطرف الآخر على الصدر وأعدت حياكته بنفس الروعة التي أملك.!؟
حتى يكون الطرفان متماثلان
  وبعدما حددت الاحداثيات المضبوطة شرقا وغربا وقطعت نفس شكل القطع على الجهة الاخرى كما كان على الأولى ,وقمت بحياكته لم يظهر الخيط بنفس الروعة فذهبت الروعة التي تمنيتها ففككته وأعدت حياكته فانعدمت الروعة وزاد القطع الذي كنت عملته كتجربة لجراحة تجميلية للبالطو وبعدما كنت قد حللت مشكلته وطمعت في التجميل ذهب الطمع بما قطع
والبالطو الآن يرسل التحيات من فوق الاحذية التي يلمعها صباح مساء
أصبحت أخاف على أشيائي مني  بعدما فشلت في دراسة جوانب الاصلاحات كلها قبل أن أقوم بها محتاطاً لكل الظروف والأقدار ومتفادياً أن أحيد عن الذي أرجوه من التصليح ..ولكن الحذر لا يمنع القدر

إـّنا نسخرُ مـنْ الهم ّ
تحظر المدونة على الإخوات الكبار
يكتبها مراهق,
(هذه المدونة)
♣ لكل إنسان جعل من غمه ضحكة يضحكها الناس..فحبب إليهم فضفضته
♣ وإلى من سخـِر من همه, فهانت مشاكله .. وأصبحت ذاتها حل وراحة لمشاكل الناس
♣ لكل أب سمع ابنه وصدقه وكتم سره وطبطب على كتفه وضمّه
♣ لكل من له شعر صدر ..
♣ إلى الصينيين والأفغان وكل من في آسيا ..لقد نسبت إليكم أكثر مما أنسب لبلدي
♣ لكل مراهق
♣ هدية لكل أخ صغير ..أتى للدنيا كرد فعل لزينة الحياة الدنيا ,بعد ما شبع الأب من الخلفة بإبنه الكبير ..الظالم,فاعتبر الأب ابنه الصغير قضاء وقدر

.

.